ﺇﻥ ﺇﻓﺸﺎﺀ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻫﻮ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻨﻔﺘﺢ ﻟﻚ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻓﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﻟﻘﻴﺘﻬﻢ ﻭﺍﺑﺘﺴﻢ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ، ﻭﻛﻦ ﺳﺒﺎﻗًﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻳﺰﺭﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﺒﺘﻚ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﻴﺴﺮ ﻟﻚ ﻃﺮﻳﻘًﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﻻ ﺗﺪﺧﻠﻮﺍ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺆﻣﻨﻮﺍ، ﻭﻻ ﺗﺆﻣﻨﻮﺍ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺎﺑﻮﺍ، ﺃﻭﻻ ﺃﺩﻟﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﺇﺫﺍ ﻓﻌﻠﺘﻤﻮﻩ ﺗﺤﺎﺑﺒﺘﻢ؟ ﺃﻓﺸﻮﺍ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﻴﻨﻜﻢ".
ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: ﺛﻼﺙٌ ﻳُﺼْﻔِﻴﻦ ﻟﻚ ﻭُﺩَّ ﺃﺧﻴﻚ: ﺃﻥ ﺗﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺫﺍ ﻟﻘﻴﺘﻪ، ﻭﺗﻮﺳﻊ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ، ﻭﺗﺪﻋﻮﻩ ﺑﺄﺣﺐ ﺃﺳﻤﺎﺋﻪ ﺇﻟﻴﻪ.
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺗﺤﻴﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ:
ﻭﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻫﻮ ﺗﺤﻴﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻬﻢ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻛﻤﻞ ﻭﺃﺣﺴﻦ ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ: {ﺗَﺤِﻴَّﺘُﻬُﻢْ ﻳَﻮْﻡَ ﻳَﻠْﻘَﻮْﻧَﻪُ ﺳَﻼﻡٌ} [ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ:44]، ﻭﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻻَ ﻳَﺴْﻤَﻌُﻮﻥَ ﻓِﻴﻬَﺎ ﻟَﻐْﻮًﺍ ﻭَﻻ ﺗَﺄْﺛِﻴﻤًﺎ * ﺇِﻻَّ ﻗِﻴﻼً ﺳَﻼﻣﺎً ﺳَﻼﻣﺎً} [ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ:26]، ﻭﻗﺎﻝ: {ﻭَﺃُﺩْﺧِﻞَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﻭَﻋَﻤِﻠُﻮﺍ ﺍﻟﺼَّﺎﻟِﺤَﺎﺕِ ﺟَﻨَّﺎﺕٍ ﺗَﺠْﺮِﻱ ﻣِﻦْ ﺗَﺤْﺘِﻬَﺎ ﺍﻷَﻧْﻬَﺎﺭُ ﺧَﺎﻟِﺪِﻳﻦَ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺑِﺈِﺫْﻥِ ﺭَﺑِّﻬِﻢْ ﺗَﺤِﻴَّﺘُﻬُﻢْ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺳَﻼﻡٌ} [ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ:23].
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻴﻪ:
ﺇﻥ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺭﺩﻩ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻔﻠﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ. ﺃﻣﺎ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻔﻴﻪ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﺇﺫﺍ ﻟﻘﻲ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺃﺧﺎﻩ ﻓﻠﻴﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ".
ﻭﺃﻣﺎ ﺭﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻔﻴﻪ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﺧﻤﺲٌ ﺗﺠﺐ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻴﻪ: ﺭﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﺗﺸﻤﻴﺖ ﺍﻟﻌﺎﻃﺲ، ﻭﺇﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ، ﻭﻋﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ، ﻭﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﺰ".
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺳﺒﺐ ﻟﻠﺒﺮﻛﺔ:
ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﻳﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻚ ﻓﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﻠﻤﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﺑﻴﺘﻚ؛ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ. ﻓﻌﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻴﻠﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﻳﺎ ﺑُﻨﻲ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻚ ﻓﺴﻠِّﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺮﻛﺔ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻚ".
ﻓﺄﻳﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺩﺏ؟!
ﺇﻓﺸﺎﺀ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﻌﻠﻮ ﻭﺭﻓﻌﺔ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ:
ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﺃﻓﺸﻮﺍ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻛﻲ ﺗﻌﻠﻮﺍ".
ﻭﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: "ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﺳﻢ ﻣﻦ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺿﻌﻪ، ﻓﺄﻓﺸﻮﻩ ﺑﻴﻨﻜﻢ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﻣﺮ ﺑﻘﻮﻡ ﻓﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﺮﺩﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻀﻞ ﺩﺭﺟﺔ ﺑﺘﺬﻛﻴﺮﻩ ﺇﻳﺎﻫﻢ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﺮﺩﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺩَّ ﻋﻠﻴﻪ ﻣَﻦ ﻫﻮ ﺧﻴﺮٌ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺃﻃﻴﺐ".
ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺪﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ ﻫﻮ ﺃﻗﺮﺏ ﻭﺃﺣﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﺇﻥ ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣَﻦ ﺑﺪﺃﻫﻢ ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ".
ﻣﻦ ﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﺴﻼﻡ:
(1) ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺴﻤﻮﻉ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﺍﻟﻴﻘﻈﺎﻥ ﻭﻻ ﻳﻨﺰﻋﺞ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻨﺎﺋﻢ، ﻓﻌﻦ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: "ﻛﻨﺎ ﻧﺮﻓﻊ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻧﺼﻴﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻦ، ﻓﻴﺠﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻴﺴﻠﻢ ﺗﺴﻠﻴﻤًﺎ ﻻ ﻳﻮﻗﻆ ﻧﺎﺋﻤًﺎ ﻭﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﻴﻘﻈﺎﻥ".
ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ: ﺃﻗﻠُّﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﺍﻟﻤُﺴَﻠَّﻢُ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺁﺗﻴًﺎ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ.
(2) ﺃﻥ ﻳﺴﻠﻢ ﺍﻟﺮﺍﻛﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺷﻲ، ﻭﺍﻟﻤﺎﺷﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪ، ﻭﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻭﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ؛ ﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﻳﺴﻠﻢ ﺍﻟﺮﺍﻛﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺷﻲ ﻭﺍﻟﻤﺎﺷﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪ، ﻭﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ". ﻭﻓﻲ ﻟﻔﻆ: "ﻳﺴﻠﻢ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ..." ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ.
(3) ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺪ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺇﺫﺍ ﻓﺎﺭﻕ ﺃﺧﺎﻩ ﻭﻟﻮ ﻳﺴﻴﺮًﺍ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﺇﺫﺍ ﻟﻘﻲ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺃﺧﺎﻩ ﻓﻠﻴﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺈﻥ ﺣﺎﻟﺖ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺷﺠﺮﺓ ﺃﻭ ﺟﺪﺍﺭ ﺃﻭ ﺣﺠﺮ ﺛﻢ ﻟﻘﻴﻪ ﻓﻠﻴﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ".
(4) ﺃﻥ ﻳﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ.
(5) ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻛﺘﻔﺎﺀ ﺑﺎﻹﺷﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺃﺱ، ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﺴﻨﺔ، ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠَّﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﻴﺪًﺍ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﻠﻢ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ﻭﻳﺸﻴﺮ ﺑﻴﺪﻩ ﻭﻻ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻹﺷﺎﺭﺓ.
(6) ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻭﻋﻨﺪ ﻣﻔﺎﺭﻗﺘﻪ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻓﻠﻴﺴﻠﻢ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﻓﻠﻴﺴﻠﻢ؛ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺑﺄﺣﻖ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮﺓ".
(7) ﺃﻥ ﻳﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻟﻘﻴﻬﻢ ﺍﻗﺘﺪﺍﺀً ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻓﻴﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ، ﻛﻤﺎ ﺇﻥ ﻓﻴﻪ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ.
(Cool ﺍﻟﺒﺸﺎﺷﺔ ﻭﻃﻼﻗﺔ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻓﺤﺔ.
(9) ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺎﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻘﺼﺎﻥ، ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻟﻬﺎ ﺑﺄﻟﻔﺎﻅ ﺃﺧﺮﻯ (ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺨﻴﺮ، ﺃﻭ ﻳﻌﻄﻴﻜﻢ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ) ﻭﺍﻟﻤﺤﺬﻭﺭ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻟﻠﺴﻼﻡ، ﺃﻣﺎ ﺇﻥ ﺳﻠَّﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺩﻋﺎ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﻤﺎ ﺷﺎﺀ ﻓﻼ ﺑﺄﺱ.
(10) ﺃﻻ ﻳﺒﺪﺃ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ ﻓﺈﻥ ﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻗﺎﻝ:ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ.
ﺳﻼﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﻌﻜﺲ:
ﺫﻛﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻭﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺗﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﺼﺎﻓﺤﺔ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ، ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺆﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺗﺮﻙ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺭﺩﻩ ﺃﻳﻀﺎ.
ﻓﻴﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻫﻞ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻧﺒﺨﻞ ﺑﻪ ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺧﺒﺮ ﺃﻥ ﺃﺑﺨﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺑﺨﻞ ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ؟ ﻭﻫﻞ ﻧﺨﺘﺺ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻧﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻘﻂ ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺧﺒﺮ ﺃﻥ ﺧﻴﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻥ ﻳﻄﻌﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ، ﻭﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻋﺮﻑ ﻭﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ؟!.
ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻳﻔﺸﻮﻥ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺃﻥ ﻳﺪﺧﻠﻨﺎ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺑﺴﻼﻡ، ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ.