ﺯﻛﺎﺓ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ
ﺟﻤﻊ ﻭﺗﺮﺗﻴﺐ:ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﻭﺑﻌﺪ:
ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻮﺩﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻗﺪ ﻓﺮﺽ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﺯﻛﺎﺓ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻭﻗﺪ ﺟﻤﻌﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻲ ﺳﻮﻯ ﺃﻧﻨﻲ ﺭﺗﺒﺘﻬﺎ ﻭﻭﺿﻌﺖ ﻋﻨﺎﻭﻳﻦ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻴﺴﻬﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺮﺍﺩﻩ ﺳﺎﺋﻼً ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﻭﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ :
ﻣﻌﻨﻰ ﺯﻛﺎﺓ ﺍﻟﻔﻄﺮ:
1/ ﺯﻛﺎﺓ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﺒﺬﻟﻬﺎ - ﺧﺎﻟﺼﺔ ﻟﻠﻪ - ﻣﻦ ﺗﺰﻛﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﺗﻄﻬﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﺩﺭﺍﻧﻬﺎ ﻭﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻭﺟﺒﺮﻫﺎﻟﻨﻘﺼﻪ.
2/ ﺍﻟﻔﻄﺮ :ﻷﻧﻬﺎ ﻋﻄﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻳﺮﺍﺩ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺜﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻭﺇﺿﺎﻓﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻣﻦ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺇﻟﻰ ﺳﺒﺒﻪ، ﻓﺈﻥ ﺳﺒﺐ ﻭﺟﻮﺑﻬﺎ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ - ﺑﻌﺪ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﻋﺪﺓ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﻫﻼﻟﻪ - ﻓﺄﺿﻴﻔﺖ ﻟﻪ ﻟﻮﺟﻮﺑﻬﺎ ﺑﻪ.
ﺃﺳﻤﺎﺅﻫﺎ:
1/ ﺻﺪﻗﺔ ﺍﻟﻔﻄﺮ
2/ﺯﻛﺎﺓ ﺍﻟﻔﻄﺮ
3/ﺯﻛﺎﺓ ﺍﻟﺼﻮﻡ
4/ﺻﺪﻗﺔ ﺭﻣﻀﺎﻥ
ﻭﺑﻜﻞ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻭﺭﺩﺕ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ.
ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺗﺸﺮﻳﻌﻬﺎ:
ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺮﺿﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ - ﺃﻱ ﻣﻊ ﻓﺮﺽ ﺻﻴﺎﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ –
ﺣﻜﻤﻬﺎ:
ﻓﺮﺽ ﻋﻴﻦ ,ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻤﻨﺬﺭ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - ﻭﻏﻴﺮﻩ ﺑﺎﻹﺟﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺑﻬﺎ.
ﺃﺩﻟﺔ ﻭﺟﻮﺑﻬﺎ:
1/ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰSad ﻗَﺪْ ﺃَﻓْﻠَﺢَ ﻣَﻦْ ﺗَﺰَﻛَّﻰ ، ﻭَﺫَﻛَﺮَ ﺍﺳْﻢَ ﺭَﺑِّﻪِ ﻓَﺼَﻠَّﻰ )(1)
2/ﻋﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ: ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ Sadﻓﺮﺽ ﺯﻛﺎﺓ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻧﻔﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺣﺮ ﺃﻭ ﻋﺒﺪ ﺃﻭ ﺭﺟﻞ ﺃﻭ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺻﻐﻴﺮ ﺃﻭ ﻛﺒﻴﺮ ﺻﺎﻋﺎ ﻣﻦ ﺗﻤﺮ ﺃﻭ ﺻﺎﻋﺎ ﻣﻦ ﺷﻌﻴﺮ) (2)
3/ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺨﺪﺭﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝSad ﻛﻨﺎ ﻧﺨﺮﺝ ﺯﻛﺎﺓ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﺻﺎﻋﺎ ﻣﻦ ﻃﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﺻﺎﻋﺎ ﻣﻦ ﺷﻌﻴﺮ ﺃﻭ ﺻﺎﻋﺎ ﻣﻦ ﺗﻤﺮ ﺃﻭ ﺻﺎﻋﺎ ﻣﻦ ﺃﻗﻂ ﺃﻭ ﺻﺎﻋﺎ ﻣﻦ ﺯﺑﻴﺐ) (3).
4/ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ Sadﻓﺮﺽ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﺯﻛﺎﺓ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻃﻬﺮﺓ ﻟﻠﺼﺎﺋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﻮ ﻭﺍﻟﺮﻓﺚ ﻭﻃﻌﻤﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﻓﻤﻦ ﺃﺩﺍﻫﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻬﻲ ﺯﻛﺎﺓ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻭﻣﻦ ﺃﺩﺍﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻬﻲ ﺻﺪﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ)(4).
ﺣﻜﻤﺔ ﺗﺸﺮﻳﻌﻬﺎ:
1/ ﺗﻄﻬﻴﺮﺍً ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺃﺩﺭﺍﻧﻬﺎ، ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺢ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺮﺩﻳﺌﺔ.
2/ﻭﺗﻄﻬﻴﺮﺍً ﻟﻠﺼﻴﺎﻡ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻴﻪ ﻭﻳﻨﻘﺺ ﺛﻮﺍﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﻮ ﻭﺍﻟﺮﻓﺚ ﻭﻧﺤﻮﻫﻤﺎ.
3/ﻭﺗﻜﻤﻴﻼً ﻟﻸﺟﺮ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ.
4/ﻭﻣﻮﺍﺳﺎﺓ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ، ﻭﺇﻏﻨﺎﺀ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺫﻝ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﻴﺪ.
5/ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺷﻜﺮ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺑﺈﺗﻤﺎﻡ ﺻﻴﺎﻡ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﻳﺴﺮ ﻣﻨﻘﻴﺎﻣﻪ، ﻭﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﺗﻴﺴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ.
6/ ﺇﺷﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺩﺓ ﺑﻴﻦ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ.
!ﻭﻋﻦْ ﻭَﻛِﻴﻊٍ ﺑْﻦِ ﺍﻟْﺠَﺮَّﺍﺡِ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻗَﺎﻝَ Sad ﺯَﻛَﺎﺓُ ﺍﻟْﻔِﻄْﺮِ ﻟِﺸَﻬْﺮِ ﺭَﻣَﻀَﺎﻥَ ﻛَﺴَﺠْﺪَﺗِﻲ ﺍﻟﺴَّﻬْﻮِ ﻟِﻠﺼَّﻼﺓِ ، ﺗَﺠْﺒُﺮُ ﻧُﻘْﺼَﺎﻥَ ﺍﻟﺼَّﻮْﻡِ ﻛَﻤَﺎ ﻳَﺠْﺒُﺮُ ﺍﻟﺴُّﺠُﻮﺩُ ﻧُﻘْﺼَﺎﻥَ ﺍﻟﺼَّﻼﺓِ ).
ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﺠﺐ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ :
ﺗﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺫﻛﺮﺍً ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﺃﻧﺜﻰ، ﺻﻐﻴﺮﺍً ﺃﻭ ﻛﺒﻴﺮﺍً ﺣﺮﺍً ﺃﻭ ﻋﺒﺪﺍً.
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﻭﻫﻮ(ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﻋﻨﺪﻩ ﺻﺎﻉ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻭﻟﻴﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﻗﻮﺗﻪ ﻭﻗﻮﺕ ﻋﻴﺎﻟﻪ، ﻭﻣﻦ ﺗﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻔﻘﺘﻪ(
ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺠﺐ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺯﻛﺎﺓ ﺍﻟﻔﻄﺮ:
ﻳﺨﺮﺝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ - ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﻣﺎﻝ - ﻭﺃﻭﻻﺩﻩ ﻭﻭﺍﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﻳﻦ ، ﻭﺍﻟﺒﻨﺖ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﺑﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ . ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻭﻟﺪﻩ ﻏﻨﻴﺎً ﻟﻢ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻨﻪ ، ﻭﻳُﺨﺮﺝ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻋﻦ ﻣﻄﻠﻘﺘﻪ ﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﻻ ﺍﻟﻨﺎﺷﺰ ﻭﻻ ﺍﻟﺒﺎﺋﻦ .
ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺯﻛﺎﺓ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ:
ﺍﺳﺘﺤﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺇﺧﺮﺍﺟﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﻟﻔﻌﻞ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺯﻛﺎﺓ ﺍﻟﻔﻄﺮ:
ﺍﻷﻓﻀﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ، ﻭﻳﻮﺟﺪ ﻣﻨﻴﻘﺒﻠﻬﺎ ﻟﻴﻘﺘﺎﺕ ﺑﻬﺎ ﻓﻴﺨﺮﺝ ﺃﻃﻴﺒﻬﺎ ﻭﺃﻧﻔﻌﻬﺎ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ، ,ﻓﺈﺧﺮﺍﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻﻨﺎﻑ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪ ﻣﻦ ﻳﻘﺒﻠﻪ ﻟﻴﻘﺘﺎﺗﺒﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻷﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﻟﻠﺴﻨﺔ، ﻭﺇﺣﺘﻴﺎﻃﺎً ﻟﻠﺪﻳﻦ. ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﺒﻘﻴﺔ ﺃﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺒﻠﺪﺳﻮﺍﻫﺎ.
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴّﻢ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ -: ( ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻘﺎﻝ ﺑﻐﻴﺮﻩ، ﺇﺫ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺳﺪﺧﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﻴﺪ، ﻭﻣﻮﺍﺳﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻣﺎ ﻳﻘﺘﺎﺕ ﺃﻫﻞ ﺑﻠﺪﻫﻢ)
ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ:
ﺻﺎﻉ ,ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻪ: ﺻﺎﻉ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ (ﻭﻫﻮ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻣﺪﺍﺩ. ﻭﺍﻟﻤﺪ: ﻣﻞﺀ ﻛﻔﻲّ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﺍﻟﻴﺪﻳﻦ( ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮّ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﻭﻧﺤﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﻫﻮ ﻛﻴﻠﻮﺍﻥ ﻭﻧﺼﻒ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ، ﻭﻣﺎ ﺯﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺪﺭﻳﻨﻮﻳﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﻭﻗﺖ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ:
ﻹﺧﺮﺍﺝ ﺯﻛﺎﺓ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻭﻗﺎﺕ:
ﺍﻷﻭﻝ: ﻭﻗﺖ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻭﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﻏﺮﻭﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺇﻟﻰ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻭﺃﻓﻀﻠﻪ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﺼﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻭﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﻴﺪ، ﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ:{ﻭﺃﻣﺮ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻯ ﻗﺒﻠﺨﺮﻭﺝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ}
ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻭﻗﺖ ﺇﺟﺰﺍﺀ: ﻭﻫﻮ ﻗﺒﻞ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺑﻴﻮﻡ ﺃﻭ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - ﻗﺎﻝ: ( ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ - ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ - ﻳﻌﻄﻮﻥ - ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ - ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﺑﻴﻮﻣﺄﻭ ﻳﻮﻣﻴﻦ ) (5). ﻓﻜﺎﻥ ﺇﺟﻤﺎﻋﺎً ﻣﻨﻬﻢ.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻭﻗﺖ ﻭﺟﻮﺏ :ﻭﻫﻮ ﺑﻐﺮﻭﺏ ﺷﻤﺲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﻴﺪ.
ﻟﻤﻦ ﺗﻌﻄﻰ ﺻﺪﻗﺔ ﺍﻟﻔﻄﺮ:
ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ:{ﻓﺮﺽ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺯﻛﺎﺓ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻃﻬﺮﺓٌ ﻟﻠﺼﺎﺋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﻮ ﻭﺍﻟﺮﻓﺚ، ﻭﻃُﻌﻤﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﻛﻴﻦ}ﻓﻔﻲ ﻫﺬﺍﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺼﺮﻑ ﻟﻠﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻫﻢ.
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪSadﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻘﻮﻥ ﻟﺰﻛﺎﺓ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺩﻳﻮﻥ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﻭﻓﺎﺀﻫﺎ ﺃﻭ ﻻ ﺗﻜﻔﻴﻬﻢ ﺭﻭﺍﺗﺒﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻓﻴﻜﻮﻧﻮﻥ ﻣﺴﺎﻛﻴﻦ ﻣﺤﺘﺎﺟﻴﻦ ﻓﻴﻌﻄﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﺣﺎﺟﺘﻬﻢ .ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﺪﺍﻓﻌﻬﺎ ﺷﺮﺍﺅﻫﺎ ﻣﻤﻦ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ )
ﺗﻮﺯﻳﻌﻬﺎ:
ﻭﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺯﻛﺎﺗﻬﻢ ﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺃﻥ ﺗﻘﺴﻢ ﺻﺪﻗﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﻋﻠﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺴﻜﻴﻦ ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ
ﻭﻧﺺ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻳَﺠُﻮﺯُ ﺻَﺮْﻑُ ﺻَﺎﻉٍ ﺇﻟﻰ ﺟَﻤَﺎﻋَﺔٍ ، ﻭَﺁﺻُﻊٍ ﺇﻟﻰ ﻭَﺍﺣِﺪٍ .
ﻭَﻗَﺎﻝَ ﻣَﺎﻟِﻚٌ : ﻻ ﺑَﺄْﺱَ ﺃَﻥْ ﻳُﻌْﻄِﻲَ ﺍﻟﺮَّﺟُﻞُ ﺻَﺪَﻗَﺔَ ﺍﻟْﻔِﻄْﺮِ ﻋَﻨْﻪُ ﻭَﻋَﻦْ ﻋِﻴَﺎﻟِﻪِ ﻣِﺴْﻜِﻴﻨًﺎ ﻭَﺍﺣِﺪًﺍ .
ﻭﺇﺫﺍ ﺃﻋﻄﻰ ﻓﻘﻴﺮﺍ ﺃﻗﻞّ ﻣﻦ ﺻﺎﻉ ﻓﻠﻴﻨﺒﻬﻪ ﻷﻥّ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﻗﺪ ﻳُﺨﺮﺟﻬﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ .
ﻭﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﻔﻘﻴﺮ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﻭﺯﺍﺩﺕ ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻌﻬﺎ ﻫﻮ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﺃﺣﺪ ﻣﻤﻦ ﻳﻌﻮﻟﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺎﻣﺔ ﻣﺠﺰﺋﺔ
ﺇﺧﺮﺍﺝ ﻗﻴﻤﺔ ﺯﻛﺎﺓ ﺍﻟﻔﻄﺮ:
ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﻗﻴﻤﺔ ﺯﻛﺎﺓ ﺍﻟﻔﻄﺮ "ﺑﺪﻻً ﻋﻨﻬﺎ" ﻟﻨﺺ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ.
ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﻣﺠﺰﺋﺔ ﻟﺒﻴﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺗﺄﺧﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﻌﻦ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ.
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺧﺮﺝ ﺯﻛﺎﺓ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻧﻘﻮﺩﺍً - ﻣﻊ ﺇﻣﻜﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻧﻬﻢ - ﻭﻫﻢ ﺃﻋﺮﻑ ﺑﺴﻨﺘﻪ ﻭﺃﺣﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ.
ﻭﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﻳﻔﻀﻲ ﺇﻟﻰ ﺧﻔﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻌﻴﺮﺓ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ، ﻭﺟﻬﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺄﺣﻜﺎﻣﻬﺎ، ﻭﺍﺳﺘﻬﺎﻧﺘﻬﻢ ﺑﻬﺎ.
ﻣﻜﺎﻥ ﺇﺧﺮﺍﺟﻬﺎ:
ﺍﻷﺻﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻳﺪﻓﻊ ﺯﻛﺎﺓ ﻓﻄﺮﻩ ﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺟﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﻫﻮ ﻓﻴﻪ - ﻭﻫﻲ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﺠﺐ ﺑﻐﺮﻭﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﻴﺪ .
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ